International Plastic Artist LOUAY KAYALI
   

Home >> Press Releases >> لؤي كيالي: معرض وكتاب ندوة‏

Article Title : لؤي كيالي: معرض وكتاب ندوة‏
Article Author : عبد الله أبو هيف
Source : مجلة الموقف الأدبي
Publish Date : 1974-07-03


جلة الموقف الأدبي - مجلة أدبية شهرية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق - العدد 3 تموز
لؤي كيالي: معرض وكتاب ندوة‏

(معرض لؤي كيالي: صالة العشب للفنون الجميلة في دمشق اعتباراً من 11 ـ 21 حزيران 1974.‏

لؤي كيالي: تأليف ممدوح قشلان ـ نقابة الفنون الجميلة ـ 2 سلسلة المطبوعات الفنية ـ 1974 ـ 88 ص ـ قياس 20 × 20 مع 20 لوحة وصورة مرسومة لوجه لؤي كيالي.‏

ندوة حول معرض لؤي كيالي: الاثنين 17/6/1974 ـ صالة الشعب للفنون الجميلة).‏

(1)‏

لؤي كيالي فنان عربي من سورية يفضي أغلب وقته في مقهى القصر بحلب، ومن هذا المكان بالذات يراقب مخلوقاته فيما تبدو عليه وليس فيما هي فيه وكأنه يقول أن هؤلاء الناس لا يهتمون بما يعتمل في نفوسهم بقدر ما يهتمون فيما يلاقونه من اضطهاد تاريخي. وهنا يتجلى الحد الفاصل في انحيازه إلى ما يبدون عليه دون ما هم فيه، فمن يراقب هذا السديم الممتد إلى وجوه مشاهدي لوحاته يخشى ما يخشاه هو اعتبار هذا الاضطهاد همة ثابتة، وبهذا يكون لؤي كيالي لا يزال وقيع النقيضين: المتغير والثابت .. التاريخ والمطلق، فأين يقف معرضه الشخصي التاسع من هذا؟‏

لقد ظل لؤي كيالي إلى زمن قريب مرفوض أصحاب الثقافيين السائدتين: ثقافة المقلدين والسلفيين وثقافة الوافدين النازعين إلى نقل حضارة الغرب لتأكيد الانفصال بين مقولتين غير منفصلتين أصلاً وهما: الأصالة والمعاصرة. والمراقب عن كثب يعرف تماماً سبب رفضهم جميعاً للؤي كيالي. إنهم يرفضون ما يمثله من اتجاه مضيء في الفن، وبالتالين الثقافة. إنه أصيل.‏

لؤي كيالي قادر على الفن دون "بهرجات" لونية أو خطية، والتقاليد ذاتها تدخل في نسيج تقليد جديد ترسيه رسومه. ومن خلال ملاحظة شارع يمتلئ بالعابرين استطاع أن يقدم فناً راسخاً وجديداً هو مع الساطة ضد التركيب، وفي خطوطه وحدها يبني عالماً مختلفاً يرتعش خوفاً حيناً ويهتز حزناً جارفاً حيناً آخر. وبالخط أيضاً، ثم بلجوئه إلى اللون كطاقة درامية في معرضه الأخير كأن توجهه إلى موضوعاته، وبمزيد من التفصيل نعرف أه يستعين بالتكوين إذ يوزع أناسه ومحتوياته لوحته وفق أ؛جام وزوايا مدروسة ومتقنة.‏

وفي معرضه الأخير بالذات، كان اللون أكثر إشراقاً، ولؤي كيالي نفسه أفاد في "جيش الشعب" (ع 1142 ـ 25/6/1947) "إن ألوان الأحمر والأصفر والبرتقالي رؤية تفاؤلية عن واقعنا المعاش وأن هذا المجتمع يتغير إلى الأفضل". ومع هذا كله، يؤكد معرضه الأخير أنه لا يزال أسير ملاحظته لشارع يمتلئ بالعابرين فحسب، أن شخوصه هي هي: الحامل، المرضعة، بائع اليانصيب ... الخ، ورؤيته لهم لم تختلف سوى رسوخ فنه أكثر فأكثر، ولكن الملاحظة الأساسية هي ما تطرحه وجهة النظر هذه من نقاشات. من يعاين لوحاته زمناً أوسع يتعرف إلى العلاقة الوثيقة بين الأشياء الموضوعية وذاته الحزينة. إن موضوعاته تظهر وكأنها بعيدة عن ذاته، وهو نفسه يحتفظ بهذه المسافة إياها، ولكنه حين يغزل الذات والموضوع في لوحة تثير حزناً راكداً أو أملاً متفتحاً نعرف أنه أسر ومقنع. من هنا نجد أن كيالي لم يدخل دورانه مع التاريخ بعد، وبتعبير آخر لا زال لجيش المطلق الذي يصطدم أحياناً بالواقع.‏

(2)‏

كتب ممدوح قشلان عن لؤي كيالي أشبه بالعريف فهو يقدم معلومات مفيدة عن كيالي وعلاقته بالحركة الفنية في سورية وعن نشاطه ثم يخصص فصلاً لمعرضه السابع "في سبيل القضية"، وفي فصل أخير يحاول أن يورد بعض خصائص فنه. وفي الصفحات العشر الأخيرة ينقل آراء كيالي في النقد الفني وحساسية الفنان وارتباط الفن بواقع الثورة.‏

الكتيب خدمة غير وافية عن فنان مثل لؤي كيالي، ويبدو أنه والأسس لا يطمح لإثارة حوار بقدر ما هو تحية لهذا الفنان بمناسبة معرضه الشخصي التاسع.‏

(3)‏

ندوة الاثنين عن معرض لؤي كيالي حضرها العديد من الفنانين أمثال مصطفى الحلاج وممدوح قشلان وعيد يعقوبي وأمين الدوجي.‏

قال ممدوح قشلان: إن لؤي كيالي في معرضه "في سبيل القضية" من أكثر الفنانين العرب أمانة للتقاليد، وأنه الآن يعود فناناً مناضلاً عبد أزمته النفسية.‏

وقال مصطفى الحلاج: إنني لم أر فناناً أعطى نشارة الخشب قيمة تشكيلية وتكنيكية مثلما أعطاها لؤي كيالي. والملاحظة الثانية: أنه أعطى الأشياء العادية قيمة ليقدم بذلك فناً يقف في صف الطبقة الكادحة.‏

وأشاد عمر التونجي بأخلاق لؤي كيالي العظيمة، وقالت ناديا نصار: إن لؤي كيالي صديقي.‏

كانت الندوة عبارة عن مجموعة من أحاديث المجاملة حيناً، والآراء العاجلة في شخص لؤي كيالي حيناً خر، ولكنها بالتأكيد لم تكن حول معرضه الشخصي التوسع.. موضوع الندوة.‏1974