International Plastic Artist LOUAY KAYALI
   

Home >> Press Releases >> الفنان الراحل لؤي كيالي .. أول من عرض في سبيل القضية

Article Title : الفنان الراحل لؤي كيالي .. أول من عرض في سبيل القضية
Article Author : ابراهيم داود
Source : جريدة الجماهير
Publish Date : 2009-01-08


الفنان الراحل لؤي كيالي .. أول من عرض في سبيل القضية
جريدة الجماهير - يومية سياسية تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر - حلب
فنون تشكيلية
الخميس8-1-2009
إبراهيم داود
لقد كان "لؤي كيالي من الذين عبروا بريشتهم عن جوهر الحياة، التي تسحق جذور أعظم وأهم وأغلى أشجارها العملاقة الباسقة، هكذا سحقت الحياة "لؤي كيالي" لتضع نهاية لنهر إبداعه المتدفق.. فغادرنا، بعد أن أثرى حركتنا الفنية بلوحات لا تقدر بثمن في عالم الفن الرفيع.

ولد الفنان التشكيلي لؤي كيالي في حلب عام (1934) وبدأ الرسم في عام (1945) وأقام معرضه الأول في مدرسة التجهيز الأولى بحلب عام (1952)، وفي عام (1954) أنهى الدراسة الثانوية وبدأ بدراسة الحقوق في جامعة دمشق، ثم اشترك في عام (1955) في معرض جامعي ليفوز فيه بالجائزة الثانية، لكنه ترك كلية الحقوق ليتوظف كاتباً في "المعتمدية العسكرية" بحلب. التحق ببعثة دراسية للفن في أكاديمية الفنون الجميلة بروما عام (1957) وهناك تفتحت له الآفاق الواسعة، مما ساهم في إغناء ثقافته الفنية وهذا ما جعله يبدي تفوقه في إنتاج اللوحة بشكل واضح، مما أتاح له تمثيل بلاده في معرض »بينالي البندقية الدولي« مع زميله الفنان الكبير "فاتح المدرس" عام (1960)، وعاد في العام الذي يليه إلى دمشق ليمارس نشاطاً فنياً متعدد الأشكال، وذلك للبحث عن الأسلوب الشخصي فبدأ بالموضوعات المحلية التي تخص المواطن، وكان اعتماده على موهبته المميزة كرسام يمتلك القدرة في رسم الخط بأسلوب واقعي ينم على الأداء المميز والإبداع فيه، وعلى هذا الأساس بدأ برسم الأشخاص بأسلوب واقعي يعتمد فيه على إبراز الشخصية برسم الخط ضمن الإطار التشكيلي، بعد تخرّجه من أكاديمية الفنون الجميلة في روما (قسم الزخرفة) بدأ عمله مدرّساً للتربية الفنية في ثانويات دمشق لكنه انتقل فيما بعد من التدريس في الثانويات الرسمية ليدرِّس التصوير والزخرفة في المعهد العالي للفنون الجميلة أو كلية الفنون الجميلة بدمشق لاحقاً، وقد أستقطب إليه أنظار النقاد والوسط الفني في سورية عندما أقام معرضه في صالة الفن الحديث العالمي في دمشق والذي احتوى على(28) لوحة زيتية و(30) رسماً. وتحت عنوان »في سبيل القضية« أقام معرضه في المركز الثقافي العربي بدمشق في عام (1967) قدّم فيه (30) لوحة فنية بالفحم تنقّلت بين حمص وحماه وحلب واللاذقية، لكن معرضه هذا خضع لهجمات من قبل فئة من مدعي الفن والنقد الفني فاستاء ومزّق في أعقاب المعرض أغلب لوحات المعرض هذا ومن ثم توقف عن الرسم، وأصيب إثر ذلك باكتئاب شديد فانقطع عن التدريس والرسم معتكفاً في بيته بحيّ العفيف في دمشق، ليغادره إلى حلب (1968) وبعد علاجه من الاكتئاب الشديد عاد إلى التدريس في كلية الفنون الجميلة بدمشق وغادر البلاد إلى إيطاليا حالماً بمزاولة الرسم في روما (1978) لكنه سرعان ما عاد إلى حلب ليعتزل الناس، وفي أحد ليالي أيلول احترق وهو نائم في سريره فنُقل إلى مستشفى جامعة حلب، ثم إلى المستشفى العسكري بحرستا في دمشق فأسلم الروح فيها يوم الثلاثاء (26) كانون الأول (1978) ودفن في حلب في مقبرة الصالحين. استطاع "كيالي" أن ينجح بشكل كبير ويقنع المتلقي بمدى جمالية الخط الأسود وأهميته الفنية والتعبيرية، وذلك برسمه بوضوح تام وملفت للنظر إلى قدراته التعبيرية الكامنة فيه، وخاصة بعدما ابتعد به عن المفاهيم التقليدية والأكاديمية، وذلك بالتحوير البسيط والتشكيل الرصين ليخدم تلك الجمالية الخاصة به المتجه نحو الرومانسية الحالمة الهادئة المليئة بالحزن المحبب إلى المشاهد.. لقد أثبت الفنان الراحل "لؤي كيالي" منذ اللحظة الأولى في حياته الفنية قدرات هائلة في الأداء والأسلوب الفني مع قدرته في تأثيره الكبير على الحدث اليومي وتأثره بالحدث، وتأثيره على الحركة التشكيلية السورية، كما جعل أسلوبه يتجدد من مرحلة إلى مرحلة أخرى وهو تعبير واضح عن قدرته على التطور والتجديد ولكنه رغم ذلك لم يتخلَ أبداً عن مضمون لوحاته، وهو المضمون الإنساني في أرقى معانيه.‏