الفنان التشكيلي العالمي لؤي كيالي

الصفحة الرئيسية >> أرشيف الصحافة >> الغائيل...إلى روح لؤي كيالي

   
عنوان المقال : الغائيل...إلى روح لؤي كيالي
كاتب المقال : تيسير نظمي
المصدر : دنيا الوطن
تاريخ النشر : 2008-05-25


ولمن هذا الكرسي المهجور في غربة المكان ؟
لم تجبه الابنتان ولا الابن الغائب
فتاه هو الآخر في لجة الزمان
وانكفأ على سؤاله الخائب
قالت الصغرى كي تهش الغبار:
لم كل وقتنا في الطريق
أهذا حقا بيت مستأجر لنا
أم لسؤال يشعلنا حطبا في الحريق؟
وحدقت في ساعتها : تأخرت كثيرا يا غسان.
وظلت الكبرى قابعة في الصمت والنسيان،
والأم غائبة تقاتل في الزرقاء أو عمان
لم تعد بعد من عزلتها كي تجيب على السؤال.
قالت الصغرى كي تؤنس الكبرى:
كما يبدو من سؤاله العابر .. الأخ يبدو مناضل
فظل سؤاله طريحا كالقتيل
خال من المعنى وشاهدا كالنخيل.
فاستدارت الكبرى لنافذة الشارع الطويل
مثل بنيلوب تصارع الوقت والزمن العليل
" نحن الأختان بانتظار كل شيء والعتاب
مات من زمن والأحباب
لم نلمح قاماتهم قادمين
نغلق علينا الباب
من يأس ونحرس المكان
نحن الأختان أمنا سفكت أبانا
فطوّحه الزمان "
ثم استدارت للسائل والسؤال
لم تصفع سحنته ببصقة
أو كلمة ولا هي في الزرقاء يمامة
ولا هي في بيت للغزلان
فتضاءل من سؤاله: "لمن هذا المهجور
في المأجور
وفي العنوان"
لم تجبه الصغرى ديما
ولم تفهمه الكبرى إلزا
ولم يأت من الطريق أو الحريق
من كان الطفل غسان
فالأم سارحة والابن مصلوب
ووحده المكان